24 أفريل 2015

لقد نشرنا بتاريخ 20 أفريل 2015 تقريرا يلخّص بصفة إجماليّة العمل و المردود البرلمانيّ لشهر مارس 2015. و سيقدّم هذا التّقرير الشّهريّ الّذي سنواصل نشره طوال الفترة البرلمانيّة ملخّصا للمواطنين التونسّيين حول الأهداف الّتي حقّقها مجلس نوّاب الشعب، كما سيمكّنهم من مراقبة النّوّاب الذّين انتخبوهم.

وقد أثار نشر هذا التّقرير ضجّة كبرى و لعلّ الجدير بالإهتمام هو ردود فعل المواطنين الّذين برهنوا، مرّة أخرى، على نضج سياسي و حسّ فعليّ بالمواطنة.

سيّدي الرّئيس،

لقد أثار ردّ فعلكم على المنشور المذكور أعلاه ذكريات خلناها مضت. بوضعنا الإصبع على داء التّغيّب (6 نوّاب لم يحضروا أيًّا من الجلسات العامّة لشهر مارس 2015) و بإشارتنا لمعضلة نقص موارد المجلس (لم تتمكّن لجنة الصّحّة إضافة إلى أربع لجان خاصّة إلى اليوم من عقد أولى جلساتها، أربع أشهر بعد بدء الأشغال البرلمانيّة) و ببيان صعوبة عمل لجنة التّشريع العامّ (25 اجتماعا في ثمانية أسابيع)، كنّا نظنّ أن ردّة فعلكم ستكون باتخاذ الإجراءات اللّازمة إزاء بعض الغيابات، و بالإضطلاع بدور الرّيادة  لتسريع الحوار الأساسيّ حول الإستقلالية المادّية و الإدارية للمجلس، و أنكم كنتم لتدعون بصفة عاجلة إلى إيجاد حلول لنقص فضاءات العمل بالمجلس، إلخ.

و لكن و للأسف، لمّا كنّا بانتظار توجّه بنّاء، تمثّلت ردّة فعلكم في انتقاد “الصّورة السّلبيّة الّتي تعطيها البوصلة على مجلس نوّاب الشّعب”.

و الأدهى أنّكم تشكّكون في أرقامنا و ال حال أنّها منشورة من قبل الهيئات الرّسميّة للمجلس  و على موقعه الرّسمي و أنّ التّسجيلات التّلفزيّة تثبت أنّ النوّاب الستّة المعنيّين لم يكونوا في القاعة خلال الجلسات العامّة أيّام 4 و 5 و 6 مارس. هل يمكن القول إذن أنّ    “مجلس نوّاب الشّعب يعطي صورة سّلبيّة على مجلس نوّاب الشّعب” ؟

سيّدي الرّئيس،

إنّ منظّمة البوصلة لا تهدف إلى تلميع الصّور. عملنا هو متابعة و عكس حقيقة العمل النّيابي بما يشرّف (لقد فاتكم سيّدي أن تذكروا من بين الأرقام الّتي نشرناها نسبة الحضور الخارقة للعادة خلال شهر مارس حيث حضر 133 نائبا من كلّ الأحزاب في مائة بالمائة من الجلسات العامّة و 65 نائبا خلال اجتماعات اللّجان) و لكن أيضا بما يؤسف.

سيّدي الرّئيس،

يضمن الفصل 32 من الدّستور لكلّ المواطنين التّونسيّين حقّ النّفاذ إلى المعلومة و يجبر كافّة مؤسّسات الدولة على الخضوع لمبدأي الشّفافيّة و المحاسبة. و سنواصل متابعة عمل مجلسنا و نوّابنا ليلا نهارا بناءا على هذه الحقوق الدّستوريّة.

نحن اليوم المنظّمة الوحيدة الّتي تتابع أعمالكم بنسبة مائة بالمائة، لقد عاش فريقنا كلّ الّحظات مع النّاب منذ ثلاث سنوات، لقد عشنا المصادقة على الدّستور و رعب هجمات متحف باردو. إننا نتابع كلّ نصّ قانون، كلّ جلسة عامّة. شعارنا هو القدوم قبل النّواب و المغادرة بعدهم. إنّنا نمكّن المواطنين التّونسيّين من متابعة كلّ لجنة و كلّ نقاش و نحن أوّل من يعكس صورة مجلس يعمل.

اليوم، و أنتم لا تنفكّون من استقبال و محاورة الوافدين من كلّ أصقاع العالم، بقي مطلبنا لمقابلتكم دون ردّ، نحن، المنظّمة التّونسيّة الوحيدة التّي تتابع مجمل العمل البرلماني.

سيّدي الرّئيس،

إنّ الأرقام التي نشرناها صحيحة و المشاكل الّتي أشرنا إليها حقيقيّة. البوصلة هي منظّمة بناء و إرادتنا الأولى هي المساعدة. إنّنا ندعوكم إلى طيّ صفحة الصّورة و فتح صفحة الحقيقة و الفعل.

أميرة اليحياوي، رئيسة البوصلة